الفراهيدي ( ت / ١٧٥
هـ ، ٧٨٦م ) الوسوسة : حديث النفس ، والوسواس الصوت الخفي وبه يشبه صوت الحلي (١)
قال الأعشى : تسمعُ لِلحُلي وَسواسا إذا انصَرَفَتْ
كما استعانَ بِريحٍ عَشْرَقٍ زجل
والوسوسة : الخَطِرة الرديئة
وأصله من الوسواس (٢). أمّا الطبرسي فيميزها بالخفاء بما لا
يكون فيه سماع صوت ، فالوسوسة : الكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم من غير سماع صوت (٣). واستفاد الفخر الرازي من قوله تعالى : (
الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ )
أن معناه التكرار للكلام الخفي ، فوسوس : إذا تكلم كلاماً خفياً يكرره (٤)
إذ أن الخناس مأخوذ من خَنَسَ إذا تأخر ، فالشيطان يوسوس إلى الإنسان فإذا ذكر العبد ربّه خنس أي تأخّر وتوقّف عن وسوسته. وفي الحديث النبوي الشريف : «
إنّ الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله سبحانه خَنَس ، وإذا نسي التَقَمَ قلبه بذلك الوسواس الخناس » (٥). وعن ابن عباس قال : هو الشيطان يأمر
فإذا أُطيعَ خَنَس (٦). وما عن مجاهد وقتادة : أنّه يخنس إذا
ذكر العبد ربّه (٧) ________________
(١) انظر : العين ٧ : ٣٣٥.
(٢) المفردات / الراغب : ٥٢٢.
(٣) مجمع البيان / الطبرسي ١٠ : ٥٧١.
(٤) مفاتيح الغيب ١٤ : ٤٨.
(٥) مجمع البيان ١٠ : ٥٧١.
(٦ ـ ٦) جامع البيان ٣٠ : ٢٢٩.