من الشياطين على قسمين :
١ ـ شياطين الجن وقد سبق بحث ذلك في الفصل الثاني من هذا الباب.
٢ ـ شياطين الإنس.
فالآية تشير إلى أن من الإنس من يوحي بعضهم إلى بعض وهم شياطين الإنس.
وفي رسالة الإمام الصادق عليهالسلام إلى شيعته : « .. فإن من لم يجعل الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الإنس والجنّ ، وإن لشياطين الإنس حيلة ومكراً وخدائع ووسوسة بعضهم إلى بعض ، يريدون إن استطاعوا أن يردّوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر [ النصرة ] في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الإنس من أهله .. » (١).
وقد أكّد المفسرون صدور نسبة الوحي إلى الإنس في ذلك عن دلالة ظاهر الآية ، ففي تفسيره لقوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ .. ) (٢).
فالمراد بالشياطين هنا هم شياطين الإنس ، من مردة الكفّار أو اليهود ونحوهم (٣).
ولايمنع هذا من دخول علماء السوء ، ورؤساء الضلالة بصدّهم الناس عن طريق الحقّ في جملة شياطين الإنس الذين ورد التحذير من وساوسهم لعنهم الله (٤).
والوحي المنسوب إلى شياطين الإنس بعضهم إلى بعض لا ينطبع
________________
(١) روضة الكافي / الكليني ٨ : ١١ / ١.
(٢) سورة الأنعام : ٦ / ١٢١.
(٣) اُنظر : التبيان / الشيخ الطوسي ٤ : ٢٥٧.
(٤) اُنظر : بحار الأنوار / المجلسي ٥٢ : ١٢١.