بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ) (١).
والنزول على الأنبياء بالوحي والتبيلغ عن الله ، قال تعالى : ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ... ) (٢).
والاصطفاء للرسالة والوساطة بينه وبين أنبيائه قال تعالى : ( جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا ) (٣) ، ( اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا ) (٤).
ولا شك أن الوحي الخفي كان قاسماً مشتركاً في أكثر حالات التخاطب الموصوفة في القرآن بين الملائكة والأنبياء عليهمالسلام أو غيرهم من البشر المخاطبين كَأُمِّ موسى عليهاالسلام ومريم والحواريين .. إلخ ، ولكن هذه الحالات لم يُعَبِّر عنها القرآن الكريم بصيغة الوحي دائماً وإنّما كان يعبر عنها ـ كما مر ـ بالقول والمناداة والإنزال والبشارة .. إلخ.
ولم يرد ذكر الوحي منسوباً إلى الملائكة وصادراً عنهم إلّا في ما يلي :
١ ـ آية الشورى المبينة لطرق تكليمه تعالى ، فكان الوحي بوساطتهم أحد تلك الطرق. قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ .. ) (٥).
والترديد الحاصل في وجوه تكليم الله تعالى لعباده من البشر يدلُّ على أنّ هذا البشر المقصود في الآية ( يسمع كلام الملك وحياً وهو يحكي كلام
________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٤٥.
(٢) سورة النحل : ١٦ / ٢.
(٣) سورة فاطر : ٣٥ / ١.
(٤) سورة الحج : ٢٢ / ٧٥.
(٥) سورة الشورى : ٤٢ / ٥١.