والنبيّ بالتشديد قراءة الجميع وهو أبلغ
من النبيء بالهمز ، لأنّه ليس كلّ منبَّأ فهو نبيّ ، ويبدو أنّ الاستعمال اللغوي للمهموز يميل إلى الاختصاص بالمدّعين للنبوة والمتنبئين بالغيب ، ولقولهم « مسيلمة نبيء سوء » شيء من الدلالة على ذلك. ويدلّ خبر حمران بن أعين على اختصاص
النبيء بمدّعي النبوة ، فقد روى حمزة الزيات أحد القراء المشهورين ، عن حمران بن أعين قال : « جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله
فقال : السلام عليك يا نبي الله فهمز ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله
: لست
بنبيء الله ولكنّي نبيّ الله »
(١). ب ـ الرسول :
على وزن فعول بمعنى مفعول أي مُرسَل ، فرسول الله : الذي أرسله الله (٢)
فهو لفظ متعدٍّ ، فلابدَّ فيه من مُرسِلٌ ومُرسَلٌ إليه ، وجمعه رسل ، ورسل الله تعالى نوعان : فمرّة يُراد بها الملائكة ، كقوله تعالى
: ( .. إِنَّا رُسُلُ
رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ .. ) (٣)
، وقوله تعالى : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ )
(٤) ، ومرّة يراد بها
الأنبياء ( الرسل ) من البشر كقوله تعالى : (
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) (٥)
، وقوله تعالى : ( مَّا يُقَالُ لَكَ ________________
٩٦٥م ) ، مكتبة وطنية.
(١) الكامل في ضعفاء الرجال / ابن عدي ٢ : ٤٣٧ ، في ترجمة حمران بن أعين الشيباني الثقة الثبت الجليل ، أخرجه عنه من عدّة طرق.
(٢) الكامل في ضعفاء الرجال ٢ : ٤٣٧.
(٣) سورة هود : ١١ / ٨١.
(٤) سورة التكوير : ٨١ / ١٩.
(٥) سورة آل عمران : ٣ / ١٤٤.