الرضا عليهالسلام (١) وغيرها كثير (٢).
قال الشيخ المفيد : « واتفقت الإمامية على أن كل رسول فهو نبي ، وليس كل نبي رسولاً ، وقد كان من أنبياء الله عزّوجلّ حفظة لشرائع الرسل وخلفائهم في المقام » (٣).
ويؤكّد السيد الطباطبائي الفرق بين الرسول والنبي مستدلّاً بالروايات السابقة إلّا أنه يعارض الآراء التي فرقت بينهما من حيث الأمر بالتبليغ أو اتِّباع الشريعة السابقة أو الاستقلال بشريعة ، وذلك لأنّه ثبت ( أن الشرائع الإلهية لا تزيد على خمس هي شرائع : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسىٰ ، ومحمد صلّى الله عليه وآله ، وقد صرّح القرآن برسالات جمع كثير من غير هؤلاء .. ) (٤) ويقرر أن وجه الاختلاف بينهما متمثل في أن ( للرسول شرف الوساطة بين الله سبحانه وبين خلقه فهو مرسل برسالة خاصة زائدة على أصل النبوة ، وللنبي شرف العلم بالله وبما عنده ، فهو قد بعث لينبئ الناس بما عنده من الغيب ) (٥).
ومن هنا يتبين بطلان قول الحشوية والمعتزلة في بيانهم نوع الفرق ، فضلاً عن بطلان القول بعدم الفرق بين المصطلحين ، لتوافر الدلائل المتعددة في
________________
(١) أصول الكافي ١ : ١٧٦ / ٢ باب الفرق بين النبي والرسول والمحدث من كتاب الحجّة.
(٢) بصائر الدرجات : ٣٨٨ باب في الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمّة عليهمالسلام وفيه عدّة أحاديث ، وأصول الكافي ١ : ١٧٦ باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث عليهمالسلام من كتاب الحجّة وفيه عدّة أحاديث.
(٣) أوائل المقالات / الشيخ المفيد : ٤٥ / ٨.
(٤) الميزان ١٤ : ٢٩١.
(٥) الميزان ٢ : ١٤٥.