من تَابَ من ذنبه يَتُوبُ تَوْبَةً وتَوْباً : أقلع منه
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ ) الْآيَةَ [ ٩ / ١١٢ ] التَّائِبُونَ مِنَ الذُّنُوبِ ( الْعابِدُونَ ) الَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَلَا يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئاً ( الْحامِدُونَ ) الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ( السَّائِحُونَ ) وَهُمُ الصَّائِمُونَ ( الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ ) الَّذِينَ يُوَاظِبُونَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الْحَافِظُونَ لَهَا وَالْمُحَافِظُونَ عَلَيْهَا بِرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا فِي الْخُشُوعِ فِيهَا وَفِي أَوْقَاتِهَا ( الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ) بَعْدَ ذَلِكَ وَالْعَامِلُونَ بِهِ ( وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) وَالْمُنْتَهُونَ عَنْهُ كَذَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (ص).
قوله تعالى : ( وَقابِلِ التَّوْبِ ) [ ٤٠ /٣ ] أي التَّوْبَةِ ، والهاء في التَّوْبَة قيل لتأنيث المصدر ، وقيل للوحدة كضربة.
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ) [ ٧ / ١٤٣ ] أَيْ رَجَعْتُ إِلَى مَعْرِفَتِي بِكَ عَنْ جَهْلِ قَوْمِي ( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) مِنْهُمْ بِأَنَّكَ لَا تُرَى كَذَا رُوِيَ عَنِ الرِّضَا (١)
قوله تعالى : ( وَإِلَيْهِ مَتابِ ) [ ١٣ /٣٠ ] أي مرجعي ومرجعكم. « التَّوْبُ والتَّوْبَةُ « الرجوع من الذنوب وفي اصطلاح أهل العلم : الندم على الذنب لكونه ذنبا.
وَفِي الْحَدِيثِ : « النَّدَمُ تَوْبَةٌ ».
وفِيهِ عَنْ عَلِيٍّ (ع) : « التَّوْبَةُ يَجْمَعُهَا سِتَّةُ أَشْيَاءَ : عَلَى الْمَاضِي مِنَ الذُّنُوبِ النَّدَامَةُ وَللفَرَائِضِ الْإِعَادَةُ ، وَرَدُّ الْمَظَالِمِ ، وَاسْتِحْلَالُ الْخُصُومِ ، وَأَنْ تَعْزِمَ أَنْ لَا تَعُودَ ، وَأَنْ تُرَبِّيَ نَفْسَكَ فِي طَاعَةِ اللهِ كَمَا رَبَّيْتَهَا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ ، وَأَنْ تُذِيقَهَا مَرَارَاتِ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهَا حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ ».
والتَّوْبَةُ : الرجوع من التشديد إلى التخفيف ومنه قوله تعالى : ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ ) [ ٧٣ / ٢٠ ] ، ومن الحظر إلى الإباحة ومنه قوله تعالى : ( تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ ) [ ٢ / ١٨٧ ].
__________________
(١) البرهان ج ٢ ص٣٤.