لما وصل الى تلك البقعة ودخل هذا الحمام نزع ثيابه في هذه الصفة ، فهي الى الان كما ترى خالية لا ينزع فيها أحد ثيابه احتراماً للشاه.
ويظهر منه أن أمثال ذلك مما يعده أهل العرف احتراماً ، ولذلك فعل أبو ـ عبد الله عليهالسلام ما فعل احتراماً لابيه عليهماالسلام.
ومن غريب ما رأيناه في بعض بلاد الشيعة أن أهله يسرجون عند قبور موتاهم في مقبرتهم ليالي لها شرف ومزية ، كليالي الجمعات والاعياد ونحوها ، ولعلهم أخذوه مما نقل اليهم من فعل الصادق عليهالسلام.
ومما قررناه ظهر أن ما يفهم من الحديث من احترام المؤمن بالاسراج عنده ان مات ليلا من قبيل القياس المستنبطة علته والامامية لا يقولون به ، لاحتمال أن تكون له علة أخرى ونحن لا نعلمها.
ولذلك جعل المحقق الثاني الدليل عليه الشهرة بينهم ، ولم يعتبر الاقتضاء المذكور ومنع دلالة الخبر عليه ، فاستدلال الشيخ به عليه غريب.
وأغرب منه ما أفاده السيد في مقام نصرته بقوله « فالدلالة واضحة » فتأمل.
تم استنساخ وتصحيح الرسالة في (١٢) محرم سنة (١٤١١) هـ ق في مشهد مولانا الرضا عليهالسلام على يد العبد السيد مهدي الرجائي عفي عنه.