ثم قال : وكلا الأمرين جائز (١) انتهى كلامه رفع مقامه.
وقال في الذكرى : الثامنة يستحب رفع اليدين به تلقاء وجهه مبسوطتين ، يستقبل ببطونهما السماء وظهورهما الأرض قاله الأصحاب. وروى عبد الله بن سنان عن الصادق عليهالسلام وترفع يديك حيال وجهك وان شئت تحت ثوبك وتتلقى بباطنهما السماء. وقال المفيد : يرفع يديه حيال صدره ، وحكى في المعتبر قولا بجعل باطنهما إلى الأرض ويفرق الإبهام عن الأصابع قاله ابن إدريس.
ويستحب نظره الى بطونهما ذكره الجماعة ، ويجوز ترك الرفع للتقية ، لرواية علي بن محمد أنه كتب الى الفقيه يسأله عن القنوت ، فكتب إذا كانت ضرورة شديدة فلا ترفع اليدين وقل ثلاث مرات بسم الله الرحمن الرحيم ويمسح وجهه بيديه ويمرهما على لحيته وصدره قاله الجعفي ، وهو مذهب بعض العامّة (٢) انتهى كلامه طاب منامه.
وأنت بعد خبرك بما زبرنا في تضاعيف البحث تعرف ما يرد عليهما ان كنت من المتأملين.
نعم يمكن أن يستدل على إثبات هذا المطلب بما رواه الشيخ رحمهالله في التهذيب بسند موثق عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليهالسلام : إذا دخلت المسجد فاحمد الله وأثن عليه ، وصل على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فإذا افتتحت الصلاة فكبرت فلا تجاوز أذنيك ولا ترفع يديك بالدعاء في المكتوبة تجاوز بهما رأسك (٣).
فإن فيه دلالة بحسب مفهومه المخالف على جواز رفع اليدين بالدعاء في المكتوبة ، ولكن لا يجوز أن يتجاوز بهما رأسه.
__________________
(١) مدارك الاحكام ص ٢٠٥.
(٢) الذكرى ص ١٨٤.
(٣) تهذيب الاحكام ٢ / ٦٥ ، ح ١.