أنه نقل قولا بأن عثمان بن عيسى ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه لكن القائل غير معلوم حاله ، والجرح مقدم على التعديل ، وخاصة إذا كان الجارح مثل العلامة ، فلا يثبت صحة ما رواه ، بل هو ضعيف على ما حكم به في كتبه الاستدلالية.
وقال صاحب الذخيرة فيه : وهذه الرواية جعلها بعضهم من الصحاح.
وهذا منه قدسسره إشارة الى ما في المدارك.
ثم قال : وطريقها في الكافي والتهذيب عثمان بن عيسى ، وهو واقفي الا أنه نقل الكشي قولا بأنه ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه.
أقول : هذا مما ذكره ملا ميرزا محمد في رجاله الأوسط في ترجمة عثمان هذا ، وهو منه رحمهالله غلط في الفهم ، وتبعه فيه غيره من غير تأمل صحيح أو فكر عميق فيما في الكشي.
فان المذكور فيه هكذا : ذكر نصر بن الصباح أن عثمان بن عيسى كان واقفياً وكان وكيل موسى أبي الحسن عليهالسلام ، وفي يده مال فسخط عليه الرضا عليهالسلام ثم تاب عثمان وبعث اليه بالمال ، وكان شيخاً عمر ستين سنة ، وكان يروي عن أبي حمزة الثمالي ولا يتهمونه في رواياته (١) مطلقا فعبر عنه بقوله.
ونقل الكشي قولا بأنه ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه. وليس هذا معناه ، بل معناه أنهم لا يتهمونه في روايته عن أبي حمزة الثمالي ، فانه أدركه حين امكان روايته عنه ، بخلاف رواية الحسن بن محبوب عنه ، فان فيها الإرسال البتة زيادة على تهمته ، لما يعلم من تاريخهما المذكور في الكشي والنجاشي. قال الكشي : مات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٨٦٠ برقم : ١١١٧.