أن الشيخ في الفهرست (١) ، والنجاشي في كتابه (٢) ، صرحا بأنه شيخ القميين ورئيسهم غير مدافع ، أي : لا يدفعه أحد من أئمة الرجال.
وفيه أن قول أبي عمرو الكشي في ترجمة يونس بن عبد الرحمن بعد نقله عن أحمد هذا نبذة من أخبار دالة على ذم يونس.
منها : ما رواه عنه عبد الله بن محمد الحجال قال : كنت عند أبي الحسن الرضا عليهالسلام اذ ورد عليه كتاب يقرأه فقرأه ، ثم ضرب به الأرض ، فقال : هذا كتاب ابن زان لزانية ، هذا كتاب زنديق لغير رشده ، فنظرت فإذا كتاب يونس.
فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الأخبار التي رواها القميون في يونس ، وليعلم أنها لا يصح في العقل ، وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى قد ذكر الفضل من رجوعه في الوقيعة في يونس ، ولعل هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه.
وأما حديث الحجال الذي يرويه أحمد بن محمد ، فان أبا الحسن عليهالسلام أجل خطراً وأعظم قدراً من أن يسب أحداً صراحاً ، وكذلك آباؤه عليهمالسلام من قبله وولده صلوات الله عليهم من بعده ، لان الرواية عنهم عليهمالسلام بخلاف هذا ، اذ كانوا قد نهوا عن مثله وحثوا على غيره مما فيه للدين والدنيا.
وروى علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين عليهمالسلام أنه كان يقول لبنيه : جالسوا أهل الدين والمعرفة ، فان لم تقدروا فالوحدة آنس وأسلم ، فان ابيتم الا مجالسة الناس ، فجالسوا أهل المروات ، فانهم لا يرفثون في مجالسهم.
فما حكاه هذا الرجل عن الإمام عليهالسلام في باب الكتاب لا يليق به ، اذ كانوا
__________________
(١) الفهرست ص ٢٥.
(٢) رجال النجاشى ص ٨٢.