بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمْ
الحمد لله الذي هدانا طريق الصواب ، والصلاة على نبيه محمد الذي أوتي فصل الخطاب ، وعلى آله المعصومين الأطياب ، وعترته الكاملين في معرفة الكتاب وبعد يقول العبد الحقير الى رحمة ربه الجليل محمد بن الحسين بن محمد رضا المشتهر باسماعيل سقاهم الله برحمته من السلسبيل : لما وجب على كل مجتهد أن يظهر علمه ويعمل بما أداه اليه بذله وجهده ، وحرم عليه كتمان ما ظهر له في اجتهاده ، على ما يقتضيه صريح خبر المروي عن سيد الأبرار صلوات الله عليه وآله المصطفين الأخيار : من علم علماً وكتمه ألجمه الله بلجام من النار (١) وجب علينا اظهار ما ظهر لنا في هذا السبيل ، والعمل بما أدانا اليه الدليل ، وان كان مخالفاً لما عليه الأصحاب ، كما سنتلوه عليك في ذلك الكتاب ، بعون الملك الوهاب ، وعلى هذا فلا شناعة علينا ان تفردنا به من هذه المسائل ، لما سبقتم عليها من البينات والحجج والدلائل.
وانما الشناعة فيما لا دليل عليه ولا حجة لقائل تفرد اليه ، فان الباطل ما عاطل عن الحجج والدلالات ، وعرى من الشواهد والبينات. فأما ما عليه دليل يعضده
__________________
(١) غوالى اللالى ٤ / ٧١ ، برقم : ٤٠.