مما قررناه أنها ضعيفة لا يسوغ العمل بها على حال ، فافهمه.
واعلم أن الشيخ تارة يشترط في قبول الرواية الايمان والعدالة ، كما قطع به في كتبه الأصولية ، وهذا منه يقتضي أن لا يعمل بالأخبار الحسنة والموثقة. واخرى يكتفي في العدالة بظاهر الاسلام ولم يشترط ظهورها ، ومقتضاها العمل بها مطلقا كالصحيح.
ووقع له في كتب الحديث غرائب ، فتارة يعمل بالخبر الضعيف مطلقا ، حتى أنه يخصص به أخباراً كثيرة صحيحة حيث يعارضه باطلاقها. وتارة يصرح برد الحديث لضعفه وأخرى يرد الصحيح معللا بأنه خبر واحد لا يوجب علماً ولا عملا ، كما عليه المرتضى وأكثر المتقدمين.
ومن اضطرابه في معرفة الاحوال ونقد الرجال ، فانه يقول في موضع ان الرجل ثقة ، وفي آخر أنه ضعيف ، كما في سالم بن مكرم الجمال ، وسهل بن زياد الادمي الرازي. وقال في الرجال محمد بن علي بن بلال ثقة (١). وفي كتاب الغيبة انه من المذمومين (٢).
وفي عبد الله بن بكير أنه ممن عملت الطائفة بخبره بلا خلاف ، كذا في العدة (٣) وفي الإستبصار في أواخر الباب الأول من أبواب الطلاق صرح بما يدل على فسقه وكذبه وأنه يقول برأيه (٤).
وفي عمار الساباطي انه ضعيف لا يعمل بروايته كذا في الإستبصار ، وفي العدة أن الطائفة لم تزل تعمل بما يرويه. وأمثال ذلك منه كثير جداً.
ومن هذا اضطرابه كيف يسوغ تقليده في معرفة أحوال الرجال؟ أم كيف
__________________
(١) الرجال ص ٤٣٥.
(٢) الغيبة ص ٢١٤.
(٣) عدة الأصول ١ / ٣٨١.
(٤) الإستبصار ٣ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.