الشيخ الجليل النجاشي (١) ، ولكنه رحمهالله لما وقع نظره الدقيق ما في ترجمة حذيفة بن منصور من سوء أدب البقباق للامام عليهالسلام صار ذلك منشأ تأمله فيه.
روى الكشي بسنده عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : سأل أبو العباس فضل ابن عبد الملك البقباق لحريز الاذن على أبي عبد الله عليهالسلام فلم يأذن له ، فعاوده فلم يأذن له ، فقال : أي شيء للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه؟ قال قال : على قدر ذنوبه ، فقال : فقد والله عاقبت حريزاً باعظم مما صنع ، قال : ويحك اني فعلت ذلك ، ان حريزاً جرد السيف ، ثم قال : أما لو كان حذيفة بن منصور ما عاودني فيه بعد أن قلت لا (٢).
وفي رواية أخرى عن عبيد بن زرارة ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وعنده البقباق ، فقلت له : جعلت فداك رجل أحب بني أمية أهو معهم؟ قال : نعم ، قال قلت : رجل أحبكم أهو معكم؟ قال : نعم ، قلت : وان زنا وان سرق ، قال : فنظر الى البقباق فوجد منه غفلة ، ثم أومى برأسه نعم (٣).
وهذا أيضاً يمكن أن يكون من حي (٤) وتأمل فيه ، ولكن أمثال هذا لا يقدح في ثقته المشهورة بين الأصحاب ، فتأمل.
ثم قال زيد أجره متصلا بما نقلنا عنه : فيمكن القول به مع القول بالكراهة كما في المتن ، للجمع بين الادلة التي ذكرناها ، بحمل ما يدل على التحريم على الكراهة ، فان خصوص روايتي أبي العباس وعلي بن سليمان المتقدمين تدلان على الجواز ، لا لما ذكره في الشرح من عموم الاذن في الاختصاص ، وضعيفة
__________________
(١) رجال النجاشى ص ٣٠٨.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٦٢٧ ، برقم : ٦١٥.
(٣) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٦٢٧ ، برقم : ٦١٧.
(٤) كذا في الأصل.