كما يدل عليه من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية. وقوله صلىاللهعليهوآله : ابني هذا امام ابن امام أخو امام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم. وقوله تعالى ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (١).
وفي صحيحة بريد عن الباقر عليهالسلام قال : سألته عن مؤمن قتل رجلا ناصبياً معروفاً بالنصب على دينه غضباً لله أيقتل به؟ فقال : أما هؤلاء فيقتلونه ولو رفع الى امام عادل ظاهر لم يقتله ، قلت : فيبطل دمه؟ قال : لا ، ولكن ان كان له ورثة فعلى الامام أن يعطيهم الدية من بيت المال (٢).
فهذا وأمثاله صريحة في أن المراد بامام عادل في الاخبار هو المعصوم من آل الرسول لا امام الصلاة ، الا أن تكون هناك قرينة مخصصة بغيره ، وأما بدونها فالتبادر منه هو امام الاصل.
ونقل في الكشاف عن بعضهم في قوله تعالى ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) (٣) ان الآية تدل على أن الرئاسة في الدين يجب أن تطلب ويرغب فيها (٤) والتبادر من أقوى امارات الحقيقة ، فتكون حقيقة شرعية فيه.
وقد تقرر في الاصول أنه اذا صدر من الشارع ماله محمل لغوي ومحمل شرعي ، كالطواف بالبيت صلاة (٥) ، فمثل هذا لا يكون مجملا بل يحمل على المحمل الشرعي ، لان عرف الشارع أن يعرف الاحكام الشرعية ، ولذلك بعث ولم يبعث لتعريف الموضوعات اللغوية ، فكان ذلك قرينة موضحة للدلالة ، فلا اجمال.
__________________
(١) سورة الاسراء : ٧١.
(٢) وسائل الشيعة ١٩ / ٩٩ ـ ١٠٠.
(٣) سورة الفرقان : ٧٤.
(٤) الكشاف ٣ / ١٠٢.
(٥) فانه يحتمل أن يسمى صلاة في اللغة وانه كالصلاة في اشتراط الطهارة فيه « منه »