فعند تعادل الامارات على فرض التسليم وجب التوقف ، فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في المهلكات ، هذا ما عندنا والعلم عند الله وعند أهله.
هداية فيها دراية
القائلون بالوجوب العيني على الاطلاق قدحوا في رواية محمد بن مسلم السابقة ذكرها ، أولا بأن من رجالها الحكم بن مسكين ، وهو من المجاهيل ، فلا يسوغ العمل بروايته ، كذا قال المستدل في الباب السادس من رسالته هذه (١).
وهو كلام مأخوذ من كلام الفاضل الحلي رحمهالله في المختلف ، لكنه قال فيه في طريق رواية محمد بن مسلم الحكم بن مسكين ، ولا يحضرني الان حاله فنحن نمنع صحة السند (٢).
وأجاب عنه الشهيد في الذكرى ، بأن الحكم ذكره الكشي ولم يتعرض له بذم ، والرواية مشهورة جداً بين الاصحاب لا يطعن فيها كون الراوي مجهولا عند بعض الناس (٣) انتهى كلامه طاب منامه.
وتوضيحه : ان من المدح وكماله كون الرجل راوياً عن أحد من النبي أو الائمة عليهمالسلام ، ومذكوراً في كتب جماعة من أصحابنا قدس الله أسرارهم ، لان الظاهر من الذكر وعدم التعرض له بأن مذهبه أو اعتقاده باطل أو أنه مجهول ، أنه من الامامية بدليل تصريحهم في من لا يكون كذلك بأحواله المذمومة واعتقاده الغير الصحيح ، كما لا يخفى مع أدنى تتبع.
__________________
(١) الشهاب الثاقب ص ٦٦.
(٢) المختلف ص ١٠٣ ، كتاب الصلاة.
(٣) الذكرى ص ٢٣١.