فإن شغب شاغب استعتب (١) فإن أبى قوتل. ولعمرى لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى تحضرها عامّة النّاس فما إلى ذلك سبيل ، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ، ثمّ ليس للشّاهد أن يرجع ، ولا للغائب أن يختار.
ألا وإنّى أقاتل رجلين : رجلا ادّعى ما ليس له ، وآخر منع الّذى عليه.
أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه ، فإنّها خير ما تواصى العباد به ، وخير عواقب الأمور عند اللّه ، وقد فتح باب الحرب بينكم وبين أهل القبلة (٢) ولا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر والصّبر (٣) والعلم بمواقع الحقّ ، فامضوا لما تؤمرون به ، وقفوا عند ما تنهون عنه ، ولا تعجلوا فى أمر حتّى تتبيّنوا ، فانّ لنا مع كلّ أمر تنكرونه غيرا (٤)
__________________
(١) الشغب : تهييج الفساد. واستعتب : طلب منه الرضا بالحق
(٢) أهل القبلة : من يعتقد باللّه ، وصدق ما جاء به محمد ، صلى اللّه عليه وسلم ، ويصلى معنا إلى قبلة واحدة
(٣) أى : لا يحمل علم الحرب ورايتها لقتال أهل القبلة إلا أهل العقل والمعرفة بالشرع ، وهم الامام ومن معه ، أى : ليس حملنا لهذا العلم عن جهل أو غفلة عن أحكام اللّه
(٤) أى : إذا اتفق أهل الحل والعقد من المسلمين على إنكار شىء عدلنا إلى حكمهم ، وغيرنا حكمنا ، متى كان اتفاقهم لا يخالف نصا شرعيا ، فالغير ـ بكسر ففتح ـ : اسم للتغيير أو التغير