أداء ، وإلى ثوابه مقرّبا ، ولحسن مزبده موجبا. ونستعين به استعانة راج لفضله ، مؤمّل لنفعه ، واثق بدفعه ، معترف له بالطّول (١) ، مذعن له بالعمل والقول. ونؤمن به إيمان من رجاه موقنا ، وأناب إليه مؤمنا ، وخنع له مذعنا (٢) ، وأخلص له موحّدا ، وعظّمه ممجّدا ، ولاذ به راغبا مجتهدا : لم يولد سبحانه فيكون فى العزّ مشاركا (٣) ، ولم يلد فيكون مورثا هالكا ، ولم يتقدّمه وقت ولا زمان ، ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان (٤) ، بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التّدبير المتقن ، والقضاء المبرم.
ومن شواهد خلقه خلق السّموات موطّدات بلا عمد (٥) ، قائمات بلا سند ، دعاهنّ فأجبن طائعات مذعنات ، غير متلكّئات ولا مبطئات (٦). ولو لا إقرارهنّ له بالرّبوبيّة وإذعانهنّ له بالطّواعية لما جعلهنّ موضعا لعرشه ولا
__________________
(١) الطول ـ بالفتح ـ : الفضل
(٢) أناب إليه : أقبل ، ورجع. وخنع : ذل وخضع ، و «مذعنا» اسم فاعل من «أذعن» أى : انقاد وأطاع
(٣) لأن أباه يكون شريكه فى العز ، بل أعز منه ، لأنه علة وجوده. وسر الولادة حفظ النوع ، فلو صح للّه أن يلد لكان فانيا يبقى نوعه فى أشخاص أولاده ، فيكون مورثا هالكا ، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا
(٤) يتعاوره : يتداوله ويتبادل عليه
(٥) موطدات : مثبتات فى مداراتها على ثقل أجرامها.
(٦) التلكؤ : التوقف والتباطؤ