لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحوّل دليلا بعد أن كان مدلولا عليه ، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثّر فيه ما يؤثّر فى غيره (١).
الّذى لا يحول ، ولا يزول ، ولا يجوز عليه الأفول (٢) ، ولم يلد فيكون مولودا (٣) ولم يولد فيصير محدودا (٤). جلّ عن اتّخاذ الأبناء ، وطهر عن ملامسة النّساء ، لا تناله الأوهام فتقدّره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ، ولا تدركه الحواسّ فتحسّه ، ولا تلمسه الأيدى فتمسّه. لا يتغيّر بحال ، ولا يتبدّل بالأحوال ، ولا تبليه اللّيالى والأيّام ، ولا يغيّره الضّياء والظّلام ، ولا يوصف بشىء من الأجزاء (٥) ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيريّة والأبعاض. ولا يقال له حدّ ولا نهاية ، ولا انقطاع ولا غاية.
ولا أنّ الأشياء تحويه ، فتقلّه أو تهويه (٦) أو أنّ شيئا يحمله فيميله أو يعدله.
__________________
(١) «وحرج» ، عطف على قوله «لا يجرى عليه السكون» ، وسلطان الامتناع : هو سلطان العزة الأزلية
(٢) من «أفل النجم» ـ من بابى دخل وجلس ـ إذا غاب
(٣) المراد بالمولود المتولد عن غيره ، سواء أكان بطريق التناسل المعروف ، أم كان بطريق النشوء كتولد النبات عن العناصر. ومن ولد له كان متولدا باحدى الطريقتين
(٤) تكون بداية وجوده يوم ولادته.
(٥) أى : لا يقال ذو جزء كذا ، ولا ذو عضو كذا
(٦) «تقله» أى : ترفعه ، و «تهويه» أى : تحطه وتسقطه «١٠ ـ ن ـ ج ـ ٢»