قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

نهج البلاغة

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

المؤلف :محمد عبده

الموضوع :الحديث وعلومه

الصفحات :271

تحمیل

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

157/271
*

أحمده على نعمه التّؤام (١) ، وآلائه العظام ، الّذى عظم حلمه فعفا ، وعدل فى كلّ ما قضى ، وعلم ما يمضى وما مضى ، مبتدع الخلائق بعلمه ، ومنشئهم بحكمه بلا اقتداء ولا تعليم ، ولا احتذاء لمثال صانع حكيم ، ولا إصابة خطإ ، ولا حضرة ملأ. وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ابتعثه والنّاس يضربون فى غمرة (٢) ويموجون فى حيرة. قد قادتهم أزمّة الحين ، واستغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين.

أوصيكم ـ عباد اللّه ـ بتقوى اللّه فإنّها حقّ اللّه عليكم ، والموجبة على اللّه حقّكم (٣) ، وأن تستعينوا عليها باللّه وتستعينوا بها على اللّه ، فإنّ التّقوى فى اليوم الحرز والجنّة ، وفى غد الطّريق إلى الجنّة : مسلكها واضح ، وسالكها رابح ، ومستودعها حافظ (٤) ، لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين

__________________

(١) جمع توءم ـ كجعفر ـ وهو المولود مع غيره فى بطن ، وهو مجاز عن الكثير ، أو المتواصل.

(٢) ضرب فى الماء : سبح ، وضرب فى الأرض بسرعة : أبعد ، والغمرة : الماء الكثير ، والشدة ، والمراد هنا إما شدة الفتن وبلاياها ، أو شدة الجهل ورزاياه. والأزمة : جمع زمام ، وهو ما تقاد به الدابة ، والحين ـ بفتح الحاء ـ : الهلاك ، والرين ـ بفتح الراء ـ : التغطية والحجاب ، وهو هنا حجاب الضلال

(٣) جرى فى الكلام على نحو قوله تعالى : «وَكٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ اَلْمُؤْمِنِينَ» يريد أن التقوى جعلها اللّه سببا لاستحقاق ثوابه ، ومعينة على رضائه. والجنة ـ بضم الجيم ـ : الوقاية ، وبفتحها دار الثواب.

(٤) مستودع التقوى : هو الذى تكون التقوى وديعة عنده ، وهو اللّه.