قائمة الکتاب
ومن خطبة في تنزيه الله ، ثم في صفة خلق بعض الحيوانات وفي وصف النملة ، والجرادة وصفا دقيقاً
من خطبة في الوصية بالتقوى ، ثم وصف الدنيا ، ثم حالها مع المغرورين بها
١٥٦من كلام له عند دفن السيدة فاطمة
من كلام قاله عند اضطراب أصحابه عليه في الحكومة
من كلام في تمجيد الله ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم
من كلام قال هفي رد طالب منه مالا
من كلام قاله وهو يلى غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
إعدادات
نهج البلاغة [ ج ٢ ]
نهج البلاغة [ ج ٢ ]
تحمیل
أحمده على نعمه التّؤام (١) ، وآلائه العظام ، الّذى عظم حلمه فعفا ، وعدل فى كلّ ما قضى ، وعلم ما يمضى وما مضى ، مبتدع الخلائق بعلمه ، ومنشئهم بحكمه بلا اقتداء ولا تعليم ، ولا احتذاء لمثال صانع حكيم ، ولا إصابة خطإ ، ولا حضرة ملأ. وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ابتعثه والنّاس يضربون فى غمرة (٢) ويموجون فى حيرة. قد قادتهم أزمّة الحين ، واستغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين.
أوصيكم ـ عباد اللّه ـ بتقوى اللّه فإنّها حقّ اللّه عليكم ، والموجبة على اللّه حقّكم (٣) ، وأن تستعينوا عليها باللّه وتستعينوا بها على اللّه ، فإنّ التّقوى فى اليوم الحرز والجنّة ، وفى غد الطّريق إلى الجنّة : مسلكها واضح ، وسالكها رابح ، ومستودعها حافظ (٤) ، لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين
__________________
(١) جمع توءم ـ كجعفر ـ وهو المولود مع غيره فى بطن ، وهو مجاز عن الكثير ، أو المتواصل.
(٢) ضرب فى الماء : سبح ، وضرب فى الأرض بسرعة : أبعد ، والغمرة : الماء الكثير ، والشدة ، والمراد هنا إما شدة الفتن وبلاياها ، أو شدة الجهل ورزاياه. والأزمة : جمع زمام ، وهو ما تقاد به الدابة ، والحين ـ بفتح الحاء ـ : الهلاك ، والرين ـ بفتح الراء ـ : التغطية والحجاب ، وهو هنا حجاب الضلال
(٣) جرى فى الكلام على نحو قوله تعالى : «وَكٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ اَلْمُؤْمِنِينَ» يريد أن التقوى جعلها اللّه سببا لاستحقاق ثوابه ، ومعينة على رضائه. والجنة ـ بضم الجيم ـ : الوقاية ، وبفتحها دار الثواب.
(٤) مستودع التقوى : هو الذى تكون التقوى وديعة عنده ، وهو اللّه.