الانقطاع ، وأقبل من الآخرة الاطّلاع (١). وأظلمت بهجتها بعد إشراق (٢) وقامت بأهلها على ساق ، وخشن منها مهاد ، وأزف منها قياد ، فى انقطاع من مدّتها ، واقتراب من أشراطها (٣) ، وتصرّم من أهلها ، وانفصام من حلقتها ، وانتشار من سببها ، وعفاء من أعلامها ، وتكشّف من عوراتها ، وقصر من طولها. جعله اللّه بلاغا لرسالته ، وكرامة لأمّته ، وربيعا لأهل زمانه ، ورفعة لأعوانه ، وشرفا لأنصاره ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقّده (٤) ، وبحرا لا يدرك قعره ، ومنهاجا لا يضلّ نهجه (٥) ، وشعاعا لا يظلم ضوءه ، وفرقانا لا يخمد برهانه ، وتبيانا لا تهدم أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ،
__________________
(١) الاطلاع : الاتيان ، تقول : اطلع فلان علينا ، أى : أتانا
(٢) الضمير فى «بهجتها» للدنيا ، و «قامت بأهلها على ساق» أى : أفزعتهم ، وخشونة المهاد : كناية عن شدة آلامها ، وأزف ـ كفرح ـ أى : قرب ، والمراد من القياد انقيادها للزوال
(٣) الأشراط : جمع شرط ـ كسبب ـ أى : علامات انقضائها ، والتصرم : التقطع ، والانفصام : الانقطاع ، وإذا انفصمت الحلقة انقطعت الرابطة ، وانتشار الأسباب : تبددها حتى لا تضبط ، وعفاء الأعلام : اندراسها
(٤) خبت النار : طفئت
(٥) المنهاج : الطريق الواسع. والنهج هنا : السلوك. و «يضل» رباعى ، أى : لا يكون من سلوكه إضلال