حوضا (١) أنا ماتحه : لا يصدرون عنه برىّ ، ولا يعبّون بعده فى حسى (٢)
منها : فأقبلتم إلىّ إقبال العوذ المطافيل على أولادها (٣) تقولون : البيعة البيعة!! قبضت يدى فبسطتموها ، ونازعتكم يدى فجدبتموها ، اللّهمّ إنّهما قطعانى وظلمانى ، ونكثا بيعتى ، وألّبا النّاس علىّ (٤) فاحلل ما عقدا ، ولا تحكم لهما ما أبرما ، وأرهما المساءة فيما أمّلا وعملا ، ولقد استثبتهما قبل القتال (٥) ،
__________________
(١) أفرط الحوض : ملأه حتى فاض ، والمراد حوض المنية. و «ماتحه» أى : نازع مائه لأسقيهم ، والفرق بين الماتح ـ بالتاء المثناة ـ والمائح ـ بالهمز ـ أن الماتح المستقى من فوق ، ومنه قول الراجز يأيها الماتح دلوى دونك أما المائح فهو مالىء الدلاء من تحت
(٢) عب : شرب بلا تنفس ، والحسى ـ بفتح الحاء ، ويكسر ـ : سهل من الأرض يستنقع فيه الماء ، أو يكون غليظ من الأرض فوقه رمل يجمع ماء المطر فتحفر فيه حفرة لتنزح منها ماء ، وكلما نزحت دلوا جمعت أخرى ، فتلك الحفرة حسى ، يريد أنه يسقيهم منها كأسا لا يتجرعون سواها
(٣) العوذ ـ بالضم ـ : جمع عائذة ، وهى الحديثة النتاج من الظباء والابل ، أو كل أنثى ، وقد تجمع العائذة على عوذان ، مثل راع ورعيان ، وتقول : هذه عائذة بينة العوذ ، وذلك إذا ولدت عن قريب ، ونقول : ما زالت فى عياذها ، إذا كانت فى حدثان نتاجها. والمطافيل : جمع مطفل ـ بضم الميم وكسر الفاء ـ : ذات الطفل من الانس والوحش بعد أن يبعد عهدها بالنتاج ، هذا هو الأصل ، وربما أطلق على المطافيل اسم العوذ مجازا كما هنا
(٤) التأليب : الافساد
(٥) استثبتهما : من «ثاب» بالثاء ـ إذا رجع ، أى : استرجعتهما ، أى : طلبت منهما أن يرجعا ، ويقال للمنزل «مثابة» لأن أهله ينصرفون عنه ثم يعودون إليه ، ويروى «استتبتهما» بالتاء المثناة ـ أى : طلبت منهما أن يتوبا إلى اللّه مما أذنبا بنقض البيعة