نطّقت باللّجين المكلّل (١) ، يمشى مشى المرح المختال (٢) ، ويتصفّح ذنبه وجناحيه فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله (٣) ، وأصابيغ وشاحه.
فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معولا يكاد [بصوت] يبين عن استغاثته. ويشهد بصادق توجّعه ، لأنّ قوائمه حمش كقوائم الدّيكة الخلاسيّة (٤) وقد نجمت من ظنبوب ساقه صيصيّة خفيّة (٥) ، وله فى موضع العرف قنزعة خضراء موشّاة (٦) ومخرج عنقه كالإبريق ، ومغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة
__________________
(١) جعل اللجين ـ وهو الفضة ـ منطقة لها ، والمكلل : المزين بالجواهر ، فكما تمنطقت الفصوص باللجين كذلك زين اللجين بها
(٢) المرح ـ ككتف ـ المعجب ، والمختال : الزاهى بحسنه
(٣) السربال : اللباس مطلقا ، أو هو الدرع خاصة. والوشاح : نظامان من لؤلؤ وجوهر يخالف بينهما ويعطف أحدهما على الآخر ، بعد عقد طرفه به ، حتى يكونا كدائرتين إحداهما داخل الأخرى : كل جزء من الواحدة يقابل جزءا من قرينتها ، ثم تلبسه المرأة على هيئة حمالة السيف ، وأديم عريض مرصع بالجواهر يلبس كذلك ما بين العاتق والكشح
(٤) زقا يزقو : صاح ، وأعول فهو معول : رفع صوته بالبكاء «يكاد يبين» أى : يفصح عن استغاثته من كراهة قوائمه ، أى : ساقيه. حمش : جمع أحمش ، أى : دقيق والديك الخلاسى ـ بكسر الخاء ـ : هو المتولد بين دجاجتين هندية وفارسية
(٥) وقد نجمت : نبتت ، «من ظنبوب ساقه» أى : من حرف عظمه الأسفل «صيصية» وهى ههنا : شوكة تكون فى رجل الديك ، وهى فى الأصل شوكة الحائك التى يسوى بها سدى الثوب ولحمته ، قال الشاعر كوقع الصياصى فى النسيج الممدد ثم استعملت فى المعنى الذى ذكر أولا على التشبيه ، والظنبوب ـ بالضم ، كعرقوب ـ عظم حرف الساق
(٦) العرف : الشعر المرتفع من عنقه على رأسه ، والقنزعة ـ بضم القاف