يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤) كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨))
ولمّا ختم سورة الحاقّة بوعيد الكفّار ، افتتح هذه السورة بمثل ذلك ، فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) ضمّن «سأل» معنى : دعا ، فعدّي تعديته ، كأنّه قيل : دعا داع بعذاب واقع على نفسه. من قولك : دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه. ومنه قوله تعالى : (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) (١).
وعن ابن عبّاس : السائل النضر بن الحارث ، فإنّه قال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٢). وقيل : أبو جهل : فإنّه قال : (فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ) (٣) سأله استهزاء. وقيل : هو الرسول ، استعجل بعذابهم.
وقرأ نافع وابن عامر : سال. وهو إمّا من السؤال على لغة قريش. يقولون : سلت تسال ، وهما يتسالان. أو يكون من السيلان. والمعنى : اندفع عليهم وادي عذاب فذهب بهم وأهلكهم. ومضيّ الفعل لتحقّق وقوعه ، إمّا في الدنيا ، وهو قتل بدر ، أو في الآخرة ، وهو عذاب النار.
وعن قتادة : سأل سائل عن عذاب الله على من ينزل وبمن يقع؟ فنزلت.
__________________
(١) الدخان : ٥٥.
(٢) الأنفال : ٣٢.
(٣) الشعراء : ١٨٧.