وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١) وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٢) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣))
ثمّ حكى سبحانه ما يقوله الكفّار بقوله : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أهل مكّة (أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) الزعم ادّعاء العلم ، ولذلك يتعدّى إلى مفعولين تعدّي العلم. قال : ولم أزعمك عن ذاك معزلا. (١) وقد قام مقامهما «أنّ» مع ما في حيّزه. (قُلْ بَلى) إثبات لما بعد «لن» ، وهو البعث ، أي : بلى تبعثون (وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ) قسم أكّد به الجواب (ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ) بالمحاسبة والمجازاة (وَذلِكَ) البعث والحشر (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) سهل هيّن لا يصرفه عنه صارف ، لقبول المادّة وحصول القدرة التامّة.
__________________
(١) وصدره :
وإنّ الّذي قد عاش يا أم مالك |
|
يموت ولم أزعمك ... |
يعني : أنّ كلّ حيّ وإن طال عمره يموت ، ولم أظنّك يا أمّ مالك بمعزل عن الموت.