وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤) فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١))
ولمّا ختم سبحانه سورة عبس بذكر القيامة وأهوالها ، افتتح هذه السورة أيضا بذكر علاماتها وأحوالها ، فقال :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) لفّت. من : كوّرت العمامة إذا لففتها. أو بمعنى : رفعت ، لأنّ الثوب إذا أريد رفعه لفّ وطوي. ونحوه قوله تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ) (١). وعن ابن عبّاس ومجاهد : لفّ ضوؤها فذهب انبساطه في الآفاق وزال أثره فأظلمت ، ثمّ يحدث الله تعالى ضياء للعباد غيرها. وعن الربيع وأبي صالح : ألقيت وطرحت عن فلكها. من : طعنه فكوّره إذا ألقاه مجتمعا.
والتركيب للإدارة والجمع. وارتفاع الشمس بفعل يفسّره ما بعدها أولى ، لأنّ «إذا» الشرطيّة تطلب الفعل.
__________________
(١) الأنبياء : ١٠٤.