(قاتَلَهُمُ اللهُ) دعاء عليهم ، وطلب من ذاته أن يلعنهم ويخزيهم. أو تعليم للمؤمنين أن يدعوا عليهم بذلك. (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) كيف يصرفون عن الحقّ؟ تعجّبا من جهلهم وضلالتهم.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٥) سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٦) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٧) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨))
قال في الكشّاف : «روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين لقي بني المصطلق على المريسيع ـ وهو ماء لهم ـ وهزمهم وقتل منهم ، ازدحم على الماء جهجاه بن سعيد ـ أجير لعمر يقود فرسه ـ وسنان الجهني ـ حليف لعبد الله بن أبيّ ـ واقتتلا ، فصرخ جهجاه : يا للمهاجرين ، وسنان : يا للأنصار. فأعان جهجاها جعال من فقراء المهاجرين ، ولطم سنانا.
فقال عبد الله لجعال : وأنت هناك. وقال : ما صحبنا محمّدا إلّا لنلطم ، والله ما مثلنا ومثلهم إلّا كما قيل : سمّن كلبك يأكلك. أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ. عنى بالأعزّ نفسه ، وبالأذلّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.