(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥) ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦))
ثمّ أخبر سبحانه أنّ الأمم الماضية جوزوا بأعمالهم ترغيبا على الإيمان وأنواع الطاعات ، وترهيبا عن الكفر وسائر المعصيات ، فقال : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) أيّها الكفّار (نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) كقوم نوح وهود وصالح عليهمالسلام (فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ) ضرر كفرهم في الدنيا. وأصله الثقل. ومنه : الوبيل لطعام يثقل على المعدة. والوابل : المطر الثقيل الأمطار. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) في الآخرة.
(ذلِكَ) أي : المذكور من الوبال في الدنيا ، والعذاب في العقبى (بِأَنَّهُ) بسبب أنّ الشأن والحديث (كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات الواضحات (فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) أنكروا وتعجّبوا من أن يكون الرسل بشرا ، ولم ينكروا أن يكون المعبود حجرا. والبشر يطلق على الواحد والجمع. (فَكَفَرُوا) بالرسل (وَتَوَلَّوْا) عن التدبّر في البيّنات (وَاسْتَغْنَى اللهُ) عن كلّ شيء ، فضلا عن طاعتهم. فأطلق ليتناول كلّ شيء ، ومن جملته إيمانهم وطاعتهم. (وَاللهُ غَنِيٌ) عن عبادتهم وغيرها (حَمِيدٌ) يدلّ على حمده كلّ مخلوق.
(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧) فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا