وكذا روى بإسناده عن عكرمة عن بريدة الأسلمي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ : «يا عليّ إنّ الله تعالى أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلّمك وأن تعي ، وحقّ على الله أن تعي» (١).
وعن أبي عمرو عثمان بن خطّاب المعمّر المعروف بأبي الدنيا الأشجّ قال : «سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول : لمّا نزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سألت الله عزوجل أن يجعلها أذنك يا عليّ».
ونقل الزمخشري أيضا في الكشّاف عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنّه قال لعليّ عليهالسلام عند نزول هذه الآية : سألت الله أن يجعلها أذنك يا عليّ. قال عليّ عليهالسلام : فما نسيت شيئا بعد ، وما كان لي أن أنسى» (٢).
(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨))
ولمّا بالغ في تهويل القيامة ، وذكر مآل المكذّبين بها ، تفخيما لشأنها وتنبيها على إمكانها ، عاد إلى شرحها ، فقال :
(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) أي : لا يتثنّى في وقتها. فلا ينافيها النفختان : نفخة الصعق ، ونفخة الحشر. وإنّما حسن إسناد الفعل إلى المصدر لتقييده.
__________________
(١) تفسير الطبري ٢٩ : ٣٥ ـ ٣٦. ولكن رواه عن عبد الله بن رستم عن بريدة.
(٢) الكشّاف : ٤ : ٦٠٠.