(٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢))
(فَلا أُقْسِمُ) لظهور الأمر واستغنائه عن التحقيق بالقسم. أو فأقسم ، و «لا» مزيدة. أو فلا ردّ ، لإنكارهم البعث ، و «أقسم» مستأنف. (بِما تُبْصِرُونَ * وَما لا تُبْصِرُونَ) أي : بجميع الأشياء على الشمول والإحاطة ، لأنّها لا تخرج من قسمين : مبصر وغير مبصر.
وقيل : الدنيا والآخرة ، والأجسام والأرواح ، والإنس والجنّ ، والخلق والخالق ، والنعم الظاهرة والباطنة.
وجواب القسم (إِنَّهُ) إنّ القرآن (لَقَوْلُ رَسُولٍ) أي : يقوله ويتكلّم به على وجه الرسالة من عند الله وتبليغه عن الله ، فإنّ الرسول لا يقول عن نفسه (كَرِيمٍ) على الله ، وهو محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقيل : جبرئيل.
(وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ) كما تزعمون تارة (قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) تصدّقون ، لفرط عنادكم. والقلّة في معنى العدم ، أي : لا تؤمنون البتّة ، كما تقول لمن لا يزورك : قلّ ما تأتينا ، وأنت تريد : لا تأتينا أصلا.
(وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ) كما تدّعون أخرى (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) تذكّرا قليلا ، أي : لا تذكرون أصلا ، فلذلك يلتبس الأمر عليكم. وقرأ ابن كثير ويعقوب وابن عامر بالياء فيهما. وذكر الإيمان مع نفي الشاعريّة ، والتذكّر مع نفي الكاهنيّة ، لأنّ عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بيّن لا ينكره إلّا معاند ، بخلاف مباينته للكهانة ، فإنّه يتوقّف على تذكّر أحوال الرسول ومعاني القرآن المنافية لطريقة الكهنة ومعاني أقوالهم.
وفيه تنبيه على أنّ المراد بـ «رسول كريم» محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ المعنى : على