(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلاَّ ما شاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (٩) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (١٢) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩))
ثمّ بشّر نبيّه بإعطاء آيات هادية بيّنة في الإعجاز بقوله : (سَنُقْرِئُكَ) على لسان جبرئيل ، أو سنجعلك قارئا بإلهام القراءة. (فَلا تَنْسى) فلا تنساه أصلا من قوّة الحفظ ، مع أنّك أمّيّ ، ليكون ذلك آية اخرى لك. مع أنّ الإخبار به عمّا يستقبل ووقوعه كذلك أيضا من الآيات.
وقيل : نهي ، والألف للفاصلة ، كقوله : (السَّبِيلَا) (١). والمعنى : فلا تغفل من قراءته وتكريره فتنساه.
(إِلَّا ما شاءَ اللهُ) نسيانه ، بأن يذهب به عن حفظك برفع حكمه وتلاوته ، كقوله : (أَوْ نُنْسِها) (٢) فإنّ الإنساء نوع من النسخ.
وقيل : كان يعجل بالقراءة إذا لقّنه جبرئيل ، فقال : لا تعجل ، فإنّ جبرئيل
__________________
(١) الأحزاب : ٦٧.
(٢) البقرة : ١٠٦.