رحمته وإحسانه.
(ثُمَّ إِنَّهُمْ) بعد أن منعوا من الثواب والكرامة (لَصالُوا الْجَحِيمِ) يصلونها ويلزمونها أبدا ، ولا يغيبون عنها أصلا.
(ثُمَّ يُقالُ) يقول لهم الزبانية توبيخا وتقريعا (هذَا الَّذِي) فعل بكم من العذاب الأليم والعقاب العظيم ما (كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) في دار التكليف.
(كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (١٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (٢٦) وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨))
(كَلَّا) ردع عن التكذيب. أو تكرير للأوّل ، ليعقّب بوعد الأبرار كما عقّب الأوّل بوعد الفجّار ، إشعارا بأنّ التطفيف فجور والإيفاء برّ. وقيل : معناه : حقّا. (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ) ما كتب من أعمالهم. (لَفِي عِلِّيِّينَ) علم لديوان الخير الّذي دوّن فيه كلّ ما عملته الملائكة وصلحاء الثقلين. منقول من جمع علّيّ ، فعّيل من العلوّ ، كسجّين من السجن. سمّي به إمّا لأنّه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنّة. وإمّا لأنّه مرفوع في السماء السابعة تحت العرش حيث يسكن الكرّوبيّون ، تكريما