له وتعظيما.
(وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ) تعظيم لشأن هذا الكتاب. ثمّ قال : (كِتابٌ مَرْقُومٌ) مكتوب فيه طاعاتهم وما تقرّ به أعينهم ويوجب سرورهم ، بضدّ كتاب الفجّار (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) يحضرونه فيحفظونه ، أو يشهدون على ما فيه يوم القيامة.
وعن ابن عبّاس : هو لوح من زبرجدة خضراء ، معلّق تحت العرش ، أعمالهم مكتوبة فيه.
وروي : أنّ الملائكة لتصعد بعمل العبد فيستقلّونه ، فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله من سلطانه أوحى إليهم : إنّكم الحفظة على عبدي ، وأنا الرقيب على ما في قلبه ، وإنّه أخلص عمله ، فاجعلوه في علّيّين ، فقد غفرت له. وإنّها لتصعد بعمل العبد فيزكّونه ، فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله أوحى إليهم : أنتم الحفظة على عبدي ، وأنا الرقيب على ما في قلبه ، وإنّه لم يخلص لي عمله ، فاجعلوه في سجّين.
(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) يحصلون في ملاذّ وأنواع نعم الجنّة (عَلَى الْأَرائِكِ) على الأسرّة (١) في الحجال. جمع الأريكة ، وهي السرير. (يَنْظُرُونَ) إلى ما يسرّهم من مناظر الجنّة ، وإلى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة ، وإلى أعدائهم يعذّبون في النار.
(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) بهجة التنعّم وبريقه ، كما ترى في وجوه الأغنياء وأهل الثروة. قال عطاء : وذلك لأنّ الله قد زاد في جمالهم وألوانهم مالا يصفه واصف. وقرأ يعقوب : تعرف على بناء المفعول ، ونضرة بالرفع.
(يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ) شراب خالص لا غشّ فيه (مَخْتُومٍ * خِتامُهُ مِسْكٌ)
__________________
(١) الأسرّة جمع : السرير. والحجال جمع الحجلة. وهي : بيت يزيّن بالثياب والأسرّة والستور.