وعن الربيع : إنّ الله قد قضى على نفسه أنّ من توكّل عليه كفاه ، ومن آمن به هداه ، ومن أقرضه جازاه ، ومن وثق به أنجاه ، ومن دعاه أجابه ولبّاه. وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (١).
(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ) (٢). (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣). (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) (٤) الآية.
(إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) نافذ أمره ، يبلغ ما يريد من قضاياه ، ولا يفوته مراد.
وقرأ حفص بالإضافة. (قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) تقديرا وتوقيتا ، أو مقدارا ، أو أجلا بحسب المصلحة لا يتأتّى تغييره. وهو بيان لوجوب التوكّل على الله ، وتفويض الأمر إليه ، لأنّه إذا علم أنّ كلّ شيء من الرزق ونحوه لا يكون إلّا بتقديره وتوقيته ، لم يبق إلّا التسليم للقدر والتوكّل. وتقرير لما تقدّم من تأقيت الطلاق بزمان العدّة والأمر بإحصائها ، وتمهيد لما سيأتي من مقاديرها.
(وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (٤) ذلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (٥))
__________________
(١) التغابن : ١١.
(٢) التغابن : ١٧.
(٣) آل عمران : ١٠١.
(٤) البقرة : ١٨٦.