الأطراف وتقطعها ، أو الجلد واللحم ، فلا تترك لحما ولا جلدا ، ثمّ تعاد ثمّ تنزع ، وهكذا.
وقال الكلبي : يعني : تأكل الدماغ كلّه ثمّ يعود كما كان ، ثمّ تأكل.
(تَدْعُوا) أي : تدعو النار إلى نفسها. مجاز عن جذبها وإحضارها لمن فرّ عنها. والمعنى : لا يفوت هذه النار كافر ، فكأنّها تدعوه فيجيبها كرها. وقيل : تدعو المنافقين والكافرين بلسان فصيح ، ثمّ تلتقطهم التقاط الحبّ. فيجوز أن يخلق الله فيها كلاما ، كما يخلقه في جلودهم وأيديهم وأرجلهم ، وكما خلقه في الشجرة.
وقيل : «تدعو» : تهلك ، من قولهم : دعاه الله إذا أهلكه. فالمعنى : تهلك النار (مَنْ أَدْبَرَ) عن الحقّ (وَتَوَلَّى) عن الطاعة.
(وَجَمَعَ) وجمع المال (فَأَوْعى) فجعله في وعاء وكنزه حرصا وتأميلا ، ولم يؤدّ الزكاة وسائر الحقوق ، وتشاغل به عن الدين ، وزها باقتنائه وتكبّر.
(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (٢٣) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ