ما هم فيه من النعيم أبدا. وقرأ نافع وابن عامر بالنون فيهما. (ذلِكَ) الإشارة إلى مجموع الأمرين ، ولذلك جعله الفوز العظيم بقوله : (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) لأنّه جامع للمصالح ، من دفع المضارّ وجلب المنافع.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) بحججنا ودلائلنا (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) المآل والمرجع.
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) إلّا بتقديره وعلمه ومشيئته ، فكأنّه أذن للمصيبة أن تصيبه. أو إلّا بتخلية الله بينكم وبين من يريد فعلها.
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) يصدّق به ، ويرض بقضائه (يَهْدِ قَلْبَهُ) يلطف به ويشرحه ، للازدياد من الطاعة والخير ، والثبات عليه. وقيل : هو الاسترجاع عند حلول المصيبة. وعن مجاهد : إن ابتلي صبر ، وإن ظلم غفر. ويجوز أن يكون المعنى : أنّ المؤمن واجد لقلبه مهتد إليه ، كقوله : (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) (١). والكافر ضالّ عن قلبه بعيد منه.
(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) حتّى يعلم ما يؤثّر فيه اللطف من القلوب ممّا لا يؤثّر فيه ، فيمنحه ويمنعه.
(وَأَطِيعُوا اللهَ) في جميع ما أمركم به (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) في جميع ما آتاكم به (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أعرضتم عن القبول منه (فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي : فإن تولّيتم فلا بأس عليه ، لأنّه لم يكتب عليه طاعتكم وتولّيكم ، إذ وظيفته التبليغ وقد بلّغ.
ثمّ بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على التوكّل عليه والتقوّي به في أمره ، حتّى ينصره على من كذّبه وتولّى عنه ، فقال : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) لأنّ الإيمان يقتضي التوكّل عليه.
__________________
(١) ق : ٣٧.