ومنه قول الكميت فى مدح آل البيت :
بأىّ كتاب أم بأيّة سنّة |
|
رى حبّهم عارا علىّ وتحسب (١) |
التقدير : وتحسب حبّهم عارا علىّ.
ب ـ الغرض المعنوى : يحقق الغرض المعنوىّ من حذف المفعول واحد من المعانى الآتية :
ـ الاحتقار : كما هو فى قوله تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) [المجادلة : ٢١] ، أى : لأغلبنّ الكفار ، فحذف المفعول به للتهوين من شأنهم.
ـ الاستهجان ، كما هو فى قول عائشة : «ما رأى منى ولا رأيت منه» أى : العورة.
ـ الإيذان بالتعميم ، نحو القول : إذا ظهر الفساد هبّ المصلحون فزجروا عنه ، أى : فزجروا الناس عموما.
ومنه قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) [البقرة : ١٨٧] ، (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) [الأحقاف : ١٥]. (وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) [آل عمران : ١٥٦].
ومنه أن تقول : هو يعطى ويمنع ، ويحيى ويميت ، هو يسمع ويبصر ...
ـ التهويل ، كأن يقال : فقد قال الناس فيهم ، وفى الاستعاذة منهم ، أى : قالوا قولا كثيرا.
__________________
(١) ينظر : شرح ابن عقيل رقم ١٣٢ / ضياء السالك رقم ١٩١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٥٩.
(بأى) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أى : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة.
وشبه الجملة متعلقة بترى. (كتاب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أم) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (بأية) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. أية : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة معطوفة على سابقتها. (سنة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ترى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت. (حبهم) حب : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين (هم) مضاف إليه مبنى مجرور محلا. (عارا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (وتحسب) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تحسب : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. ومفعولاه محذوفان دل عليهما ما سبق.