يلحظ تكرار المصدر (صبرا) ، حيث يوجب ذلك ابن الضائع ، وابن عصفور ، حيث يكون تكرار المصدر قائما مقام العامل ـ كما ذكرنا سابقا.
ومنه قول أعشى همدان يهجو لصوصا :
يمرّون بالدّهنا خفافا عيابهم |
|
ويرجعن من دارين بجر الحقائب |
على حين ألهى الناس جلّ أمورهم |
|
فندلا زريق المال ندل الثعالب |
الندل : خطف الشىء بسرعة ، وزريق : علم رجل ، أو قبيلة.
حيث (ندلا) منصوب على المصدرية لفعل محذوف ، والتقدير : اندل يا زريق المال ندل الثعالب ، فهو مصدر ناب مناب فعله فى معنى الأمر ، و (زريق) منادى مبنى على الضمّ فى محلّ نصب ، (المال) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والعامل فيه المصدر (ندلا) ، (ندل) منصوب على المصدرية ، والعامل المصدر الأول. (الثعالب) مضاف إلى ندل مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
ومنه قوله تعالى : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ) [محمد : ٤] ، أى ، فاضربوا ضرب ، فـ (ضرب) منصوب على المصدرية بفعل محذوف من لفظه.
فهو مصدر ناب مناب فعله فى معنى الأمر.
ـ النهى :
انتباها لا التفاتا ، أى : انتبه .. لا تلتفت.
نشاطا لا خمولا ، أى : انشط .. لا تخمل.
قياما لا قعودا. أى : قم .. لا تقعد.
كلّ من (انتباها ، التفاتا ، نشاطا ، خمولا ، قياما ، قعودا) منصوب على المصدرية لفعل محذوف ؛ لأنها مصادر نابت مناب فعلها فى معنى الأمر والنهى.