حيث جاء ضمير المخاطبين ضمير نصب بعد واو المصاحبة ، فهو فى محلّ نصب على أنه مفعول معه ، والعامل فيه (قد) حيث إن (قد) تأتى اسما على وجهين :
أولهما : أنه اسم فعل مضارع ، بمعنى (يكفى).
والآخر : أنه اسم بمعنى (حسب).
والوجه الثانى هو المقصود هنا ، حيث تكون (قد) بمعنى حسب ، فهى عاملة فى المنصوب بعدها ، وهو تال لواو المعية ، حيث إن (حسب) بمعنى (كاف) ، ويكون ضمير المتكلم فى محلّ جر بالإضافة إليه.
أما لو أننا حسبناها اسم فعل مضارع بمعنى يكفى ، فتكون ياء المتكلم مفعولا به ، وحينئذ يصح العطف عليها ، وتكون الواو عاطفة ، وما بعدها منصوب بالعطف على الضمير المنصوب.
ومنه على حد جواز بعض النحاة ـ على رأسهم الفارسى ـ ما ذكر بعد جملة تتضمن اسم إشارة ، كما ورد فى قول الشاعر (١) :
لا تحبسنّك أثوابى فقد جمعت |
|
هذا ردائى مطويا وسربالا (٢) |
حيث نصب (سربالا) على المفعول معه ، ويجعل أبو على الفارسى العامل فيه اسم الإشارة أو (مطويا) ، لكن غيره من النحاة يجعل العامل (مطويا) لا غيره ، وهو اسم مفعول يعمل عمل الفعل.
__________________
جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله مستتر تقديره : أنا. (يكونوا) جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. أما خبر (كان) فهو شبه الجملة (كتعجيل) ، أو أنه محذوف تتعلق به شبه الجملة.
(١) ينظر : شرح الكافية الشافية ٢ ـ ٦٨٩ / المساعد ١ ـ ٥٤٠ / توضيح المقاصد ٢ ـ ٩٧ / شرح التصريح ١ ـ ٣٤٣ / شرح الأشمونى ٢ ـ ٣٦٨.
(٢) (لا) حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تحبسنك) فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، فى محل جزم. ونون التوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أثوابى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفع الضمة المقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة.
(هذا ردائى) جملة اسمية من مبتدإ وخبر. (مطويا) حال من (رداء) منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.