ثم حذف : غيبة ، وأقيم مقامها : القارظين ، وهو اسم عين ، انتصب انتصاب الظرف المحذوف.
ومنه قولهم : لا أفعل ذلك الشمس والقمر ، أى : مدة بقاء الشمس والقمر ، أو مدة طلوعهما. وقوله : لا أكلمه الفرقدين ، أى : مدة بقاء الفرقدين ، أو طلوعهما.
و ـ قد ينوب عن الظرف اسم الإشارة ، كأن تقول : صمت هذا اليوم ، أو هذا الشهر.
وعليه يمكن أن تقول : مقابلتنا هذا المكان ، أو : هذا الشارع ، سرت هذا الميل ، لم أستفد منه إفادتى تلك الليلة.
ز ـ كما ينوب المصدر الميمى مناب ظرف المكان (١) ، فقد سمع : هو منى معقد الإزار ، أى : قريبا ، وهو منى منزلة الولد ، أى : دانى المزار ، ومقعد القابلة ، أى : بين يدى ، ومناط الثريا ، أى : مرتفعا ، ومزجر الكلب ، أى : بعيدا ، ومن النحاة ـ وعلى رأسهم سيبويه ـ من يرى أن هذا سماعى ، ويرى الكسائى أنه مقيس.
ح ـ ما قد يضاف إليه الظرف ليفيد إبهامه : كأن تقول : ذهبت إليه ذات يوم ، زرته ذات ليلة. وقابلته ذات مساء.
ط ـ ما كان محددا لبداية الظرف ، وهو كلمة (أول) ، وهى غاية ، فهى تضاف إلى ما يدل على أوله ، مثل : قبل وبعد ، فكل منهما غاية ، ولذلك فإنها تنصب نصبهما ، وتبنى على الضم بناءهما.
فتقول : قابلتك أولا ، حيث يمكن أن يكون المقصود : أول زمن المقابلات ، فتنصب على الظرفية. فإذا كان المقصود : أول الأمر ، فإذا قصد بالأمر الزمن كان النصب كذلك ، أما إذا قصد به الشأن والغرض والعمل فإنها تنصب على نزع الخافض.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤١٢ / الأصول فى النحو ١ ـ ١٩٩ / المساعد ١ ـ ٥٢٣ / شرح القمولى على الكافية ، تحقيق : عفاف بنتن ١٦٤ / الهمع ١ ـ ٢٠٠.