أداء الدلالة الزمانية والدلالة المكانية ، فعندما تقول : أكرمه عند حضوره ، فهى تفيد الدلالة الزمنية ، أما إذا قلت : أقابلك عند الكلية ، فهى دلالة مكانية. فدلالتها على الحضور والدنو إما أن يكون زمانيا ، وإما أن يكون مكانيا.
ومثالها : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) [النمل : ٤٠]. (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) [النجم : ١٣ ، ١٤] ، (عند) فى الموضعين ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
لدن :
من الظروف المبنية (١) ، تفيد أول غاية الزمان أو المكان ، تبعا لما أضيف إليه ، ولا يبنى عليه المبتدأ ، يسبق بحرف الجرّ (من) كثيرا ، وقلما تعدمه ، يعربه بنو قيس ، وما يليها يكون مجرورا بالإضافة ، إما لفظا إن كان مفردا ، وإما تقديرا إن كان جملة ، وتضاف إلى الضمير كثيرا.
فى (لدن) لغات : لدن ، لدن ، (بفتح اللام ففتح الدال وكسرها) مع سكون النون ، لدن لدن (فتح اللام وضمها مع سكون الدال وكسر النون).
ولدن (بضم فضم فكسر) ، ولد ولد (بضم اللام وفتحها مع سكون الدال).
وإذا ذكر بعدها (غدوة) فإنها تنصب معها على التمييز.
ومثلها (لدى) فى استعمالها ومعناها.
و (لدن ولدى) يعنيان ما بحضرتك وهو معك لا غير ، بخلاف (عند) فهى تعنى ما بحوزتك سواء أكان حاضرا أم غائبا عن حضرتك ، فيقال : المال عندك ، ولا يقال : لديك ، أو لدنك. وهما مبنيان على السكون فى محل نصب ، أو فى محل جر إن سبقا بحرف جر. ومن أمثلتها : (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) [النمل : ٦].
(كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم : ٣٢].
__________________
(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٢٨٦ / التسهيل ٩٧ / الهمع ١ ـ ٢١٥.