ومثالها مسبوقة بالنفى قوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) [فاطر : ٣٦].
حيث الفاء سببية ، إذ المعنى : لا يكون قضاء عليهم فلا يكون موت لهم ، انتفى السبب فانتفى المسبّب عنه. ويكون المضارع (يموتوا) منصوبا ، وعلامة نصبه حذف النون بعد فاء السببية التى أضمر بعدها (أن) المصدرية عند جمهور النحاة.
وتلحظ أن زمن المسبب يكون مستقبلا بالنسبة لسببه ؛ لأن السبب يحدث أو لا فينتج عنه المسبب.
ومنه قولك : ما تحترم غيرك فيقدروك ، لا يفتح الشباك فيتجدد الهواء.
وقولهم (١) : ما يأتينى زيد فأعطيه ، يحتمل وجهين من المعنى :
أولهما : أن يكون الإتيان سبب العطاء ، والآخر : أن يكون العطاء حالا للإتيان ، أما المعنى الأول فإنه من القاعدة الحالية حيث لا يكون إتيان فلا يكون عطاء ، فانتفاء السبب يحدث عنه انتفاء المسبب عنه ، فتكون الفاء سببية ، وينصب المضارع بعدها ؛ لأن المسببية تستوجب للمسبب عنها استقبالا فى الزمن ، وأما المعنى الثانى فإن المضارع يرفع معه ؛ لأن الحالية تستوجب اقترانية الزمن وحاليته ، وبالتالى لا ينصب معها ، وإنما يرفع.
مثال فاء السببية بعد الطلب بأنواعه المختلفة ما يأتى :
ـ بعد الأمر : قول أبى النجم العجلى :
يا ناق سيرى عنقا فسيحا |
|
إلى سليمان فنستريحا (٢) |
__________________
(١) ينظر : الرد على النحاة : ٣٥.
(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٣٥ / المقتضب ٢ ـ ١٤ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ٢٦ / شرح الشذور ٣١٨ / ضياء السالك ٣ ـ ١٧٦.
عنقا : ضرب من السير. (يا ناق) يا : حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. ناق : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. (سيرى) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.
والجملة الفعلية جواب النداء لا محل لها من الإعراب. (عنقا) نائب عن المفعول المطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فسيحا) نعت لعنق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إلى سليمان) إلى : حرف جر مبنى ،