وقال : أجري هذه الأشياء على ما تلفظ به العرب فأنقل (فعل) إلى (فعل) في (حيوان وقووان) فأقول : قويان وحييان فأمّا (فعلان) فأستقبح أن أبني مثله ؛ لأنه يخرج إلى ما ليس في الأسماء نحو : فعل وفعلان ، فإن قال قائل : فلم لا تدغم قيل : لا يجوز الإدغام في (فعل) و (فعلان) لخروجه عن مثال الفعل فالوجه أن لا أبني مثل هذا كما أنه لو قيل لي : كيف تبني على مثال (كابل) من (ضربت) لم يجز أن أبني.
وقال الأخفش : (أفعلّة) من رميت (أرموّة) وتقول في مثال (درجة) من (رميت) : رمية وجميع ما ذكرت لك من هذا المثقل بني مثقلا على أنّ الحرف الأول منه ساكن وتقول في مثل (عرضنة من) رميت : رمينة وتقول في مثل (صمحمح) من (رميت) : رميما وتقول في مثل (حلبلاب) من (رميت) : رميماء ولو قال قائل : ابن لي مثل بكر من يد قلت له : إنّ العرب لما أرادت هذا البناء جاءت به منقوصا ، وإذا أتممته فليس من كلامهم ، فإن أحبّ أن تتكلف له ذلك لتريه كيف يكون لو تكلموا به قلت : يدي أثبت الياء وأعربت ؛ لأنه مثل (ظبي) ، فإن قال لك قائل : ابن لي من ياء مثل (بكر) قلت : ليس في أسماء العرب اسم فاؤه وعنيه ولامه من موضع واحد ، فإن تكلفت ذلك على قياس كلامهم قلت : ييي يا هذا جمعت بين ثلاث ياءات كما فعلت ذلك في تصغير (حيّة) حين قلت : حييّة وهي في هذا أقوى منها في (حيييّة) ؛ لأن الياء الأولى في موضع الفاء وهي في تصغير (حيّة) في موضع العين وموضع العين أضعف من موضع الفاء ، فإن قال قائل ابن من ياء مثال (جعفر) قلت : (ييئا) ولو بنيت مثال : قعدد لقلت : ييئي. تحذف الرابعة وتدع ثلاث ياءات ولو أردت مثل (سفرجل) أو مثل (صمحمح) لقلت فيهما جميعا (يويّا) تبدل الواو.
قال الأخفش : لأنك إذا أبدلت الرابعة أبدلت معها الثالثة وينضم إلى ما قال ممّا احتجّ به أنّه لا أصل يرجع إليه في اجتماع الياءات إلّا ما جاء في النّسب ونحو هذا إذا وقع في النّسب قلبوا الياء ألفا ثم قلبوها واوا ، فإن بنيت نحو (جحمرش) من الياء.
قال الأخفش : تقول : ييّوي ثلاث ياءات ثمّ واو ثمّ ياء بعدها واجتمعت الياءات الأول لأنّهنّ لسن بأثقل من باب تصغير (حيّة) إذا قلت (حييّة).