صورةٌ أخرى على رواية الشريف الرضي :
«عجباً لابن النابغة! يزعم لأهل الشام أنّ فيَّ دُعابة ، وأنّي امرؤ تلعابة ، أعافس وأمارس ، لقد قال باطلاً ، ونطق آثماً ، أما وشرُّ القول الكذب ، إنّه ليقول فيكذب ، ويَعِدُ فيخلِف ، ويسأل فيلحِف ، ويُسأل فيَبخَل ، ويخونُ العهد ، ويقطع الإلّ ، فإذا كان عند الحرب فأيُّ زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف مآخذها؟! فإذا كان ذلك ، كان أكبر مكيدته أن يمنح القِرْمَ سُبّتَهُ ، أما والله إنّي لَيمنعُني من اللّعبِ ذكر الموت ، وإنّه لَيمْنَعُهُ من قول الحقِّ نسيان الآخرة ، وإنّه لم يُبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أَتيّةً ، ويرضَخَ له على ترك الدين رضيخة (١)». نهج البلاغة (٢) (١ / ١٤٥).
صورةٌ أخرى على رواية ابن قتيبة :
قال زيد بن وهب : قال لي عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه :
«عجباً لابن النابغة! يزعم أنَّي تَلْعابة ، أعافس وأمارس ، أما وشرُّ القول أكذبه ، إنّه يسأل فيُلحِف ، يُسأل فيبخل ، فإذا كان عند البأس فإنّه امرؤٌ زاجرٌ ، ما لم تأخذ السيوف مآخذها من هام القوم ، فإذا كان كذلك ، كان أكبر همِّه أن يُبرقِط (٣) ويمنح الناس استه ، قبّحه الله وترّحه». ـ عيون الأخبار (١ / ١٦٤).
صورةٌ أخرى على رواية ابن عبد ربِّه :
ذُكر عمرو بن العاص عند عليّ بن أبي طالب ، فقال فيه عليٌّ :
«عجباً لابن الباغية! يزعم أنَّي بلقائه أعافس وأمارس ، ألا وشرُّ القول أكذبه ، إنّه يسأل فيلحف ، ويُسأل فيَبخل ، فإذا احمرَّ البأس ، وحَمِي الوطيس ، وأخذت السيوف
__________________
(١) يقال : رضخ له من ماله رضيخة ، أي : قليلاً من كثير. (المؤلف)
(٢) نهج البلاغة : ص ١١٥ خطبة ٨٤.
(٣) برقط : فرّ هارباً ، وولّى متلفّتاً.