في مسائل الخلاف والتكلّم في ما عارضها من الأحاديث بالجمع أو الترجيح ، والكتاب يدلّ على سعة باعه واتقانه الفقه والأصول (١).
والشارح وإن جعل المحور ، مسند الاِمام زيد ، لكنه يستدل على ما ورد فيه شيء بالطرق المألوفة في الفقه السنّي من الاحتجاج بما ورد في الصحاح والمسانيد من مراسيل وموقوفات للصحابة وبأُمور لا تعترف بها أئمّة أهل البيت من القياس وغيره ، ولذلك أصبح الكتاب أشبه بفقه أهل السنّة ، ولأجل ذلك يقول الشيخ محمّد بخيت المطيعي الحنفي المصري في تقريظه على الكتاب : « وهو موافق في معظم أحكامه لمذهب الاِمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وماذا عنى أن تقول في كتاب يوافق ما فيه ، ما بكتبنا ومذاهبنا » (٢) وسوف ندرس المجموع من حيث الاعتبار في الفصل القادم.
* * *
الغريب من الغرابة وهي الغموض والخفاء ، فالغريب هو الغامض من الكلام وكان النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والاِمام علي عليهالسلام وتلميذه ابن عباس وغيرهم من الصحابة يفسّرون غريب القرآن الكريم وقد جاء في أسئلة نافع بن الأزرق ( ٢٧٧) سوَالاً وجّهها هو وزميله إلى ابن عباس ، وأجاب عنها (٣).
ولعل أوّل من ألّف في غريب القرآن هو أبان بن تغلب بن رياح البكري
__________________
١ ـ لاحظ ما كتب حول الكتاب بقلم عدّة من الأعلام في مقدمته ، ط ٢ ، مكتبة الموَيد ، الطائف ، ١٣٨٨ هـ ـ ١٩٦٨ م.
٢ ـ الروض النضير : ١٧ ، المقدمة.
٣ ـ السيوطي : الاتقان : ٢ / ٦٩ ـ ١٠٤.