٢
ثورة عبد اللّه بن الزبير
عبد اللّه بن الزبير بن العوام ولد بعد الهجرة بعشرين شهراً ، وكان أبوه ابن عمة علي عليهالسلام وهو ابن خاله ، وهو ممن سلّ سيفه يوم السقيفة لصالح علي وقال : لا أغمد سيفي حتى يبايع علي ، ولكن ـ وللأسف ـ كان ولده على الطرف النقيض من ذلك فهو كما قال علي عليهالسلام : ما زال الزبير منّا أهل البيت حتى نشأ عبد اللّه فأفسده (١) وهو الذي دفع أباه إلى محاربة الاِمام في وقعة الجمل بعد ما ندم وأراد التصالح والتراجع.
ومع هذا هو ممن اتخذ ثورة الاِمام حجّة على خروجه في وجه الحاكم الأموي وروى الطبري بسنده إلى عبد الملك بن نوفل قال : حدثني أبي : قال لما قتل الحسين عليهالسلام قام ابن الزبير في أهل مكة وعظّم مقتله ، وعاب أهل الكوفة خاصة ولام أهل العراق عامة فقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه وصلّـى على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ أهل العراق غدر فجر إلاّ قليلاً ، وإنّ أهل الكوفة شرار أهل العراق وأنّهم دعوا حسيناً لينصروه ويولوه عليهم ، فلمّا قدم عليهم صاروا إليه ، فقالوا له : إمّا أن تضع يدك في أيدينا فنبعث بك إلى ابن زياد بن سمية ، فيمضي فيك حكمه وإمّا أن تحارب فرأى واللّه أنّه هو مقتول ولكنّه اختار الميتة الكريمة على الحياة الذميمة فرحم اللّه
__________________
١ ـ تنقيح المقال : ٢ / ١٨٤ ، مادة « عبد اللّه بن الزبير ».