هوَلاء أتباع المغيرة بن سعيد العجلي وكان يظهر في بدء أمره موالاة الاِمامية ويزعم أنّ الاِمامة بعد علي والحسن والحسين عليهمالسلام إلى سبط الحسن محمد (المعروف بالنفس الزكية الذي توفي عام ١٤٥ هـ) وزعم أنّه المهدي المنتظر ، ثم إنّه أظهر مقالات فاسدة منها دعواه النبوة ، دعواه علمه بالاسم الأعظم ، وزعم أنّه يحيي بها الموتى ويهزم بها الجيوش ومنها إفراطه في التشبيه وذلك أنّه زعم أنّ معبوده رجل من نور وله أعضاء وقلب ينبع منـه الحكمة ـ إلى أن قال : ـ وكان المغيرة مع ضلالاته يأمر بانتظار محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي (١).
ويظهر من النوبختي أنّه كان يقول بإمامة الأئمّة إلى أبي جعفر الباقر عليهمالسلام (٥٧ ـ ١١٤ هـ) فلما تـوفي أبو جعفر محمد بن علي ، دعا المغيـرة إلى إمامة محمـد بن عبـد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم وأظهر ما أظهر فبرئت منه أصحاب أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام ورفضوه فزعم أنّهم رافضة وأنّه هو الذي سمّاهم بهذا الاسم وقال : إنّ خالد بن عبد اللّه القسري أخذ المغيرة فسأله عن عقائده فأقر بها ودعا خالداً إليها فاستتابه خالد فأبى أن يرجع عن قوله فقتله وصلبه (٢).
أصحاب أبي منصور ، يزعمون أنّ الاِمام بعد أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهمالسلام أبو منصور وأنّ أبا منصور ، قال : آل محمد هم السماء والشيعة
__________________
١ ـ الأشعري : مقالات الاِسلاميين : ٩.
٢ ـ النوبختي : فرق الشيعة : ٦٣ ، وفيما ذكره تأمل واضح على أنّ خالد بن عبد اللّه القسري من عُمال آل أُمية ، فكيف قتل من كان يدعو بالنفس الزكية الذي خرج في أوائل العباسيين وقتل عام ١٤٥ هـ؟!. إلاّ أن تكون له دعوة خفيّة بعد استشهاد زيد وابنه يحيى عام ١٢٦ هـ.