وقد لمس الثائرون أنّ ثورة الحسين عليهالسلام كانت ثورة مبدئية إلهية ، لأجل صيانة الدين عن التحريف والمجتمع عن الانحراف والاعتساف ، فلأجل إيقاف القارىَ على مبادىَ ثورته وغاياتها نذكر الحافز أو الحوافز التي دفعت الاِمام الحسين عليهالسلام إلى الثورة والتضحية بشيخه ، وكهله ، وطفله الرضيع ، حتى يتبين عمق الثورة وملامحها وآثارها. سلام اللّه عليه وعلى الثائرين المتأثرين التابعين لخطه.
كانت الخصومة بين الهاشميين والأمويين قائمة على قدم وساق منذ عصور قبل الاِسلام ، وكانت الخصومة عند ذاك تتسم بالقبلية وإن كان العداء السائد يتغذى من أُمور تمت إلى المعنوية والمثالية بصلة ، حيث إنّ الهاشمي كان عنوان الفضل والفضيلة ومثالاً للتقى على عكس ما كان أُمية وبنوه عليه ، فكانوا منغمرين في الانهيار الخلقي ، والانكباب على المادة والماديات وقد ألّف الموَرخ الشهير المقريزي كتاباً خاصاً أسماه بـ « النزاع والتخاصم بين بني أُمية وبني هاشم » نقتطف شيئاً قليلاً منه ، حتى يتبيّن أنّ التخاصم في ذلك العصر وإن كان متسماً بالنزاع القبلي ولكنه كان مبنياً على تمتع بني هاشم بنفسيات كريمة وروحيات طيبة حيث كانوا رافلين في حلل الفضائل والفواضل على جانب الخلاف مما كانت عليه بنو أُمية.
نافر أُمية هاشماً على خمسين ناقة سود الحدق ، تنحر بمكة وعلى جلاء عشر سنين وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي جد عمرو بن الحمق وكان منزله بعسفان وخرج مع أُمية أبو همهمة حبيب بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر