الجهاد وقد جسّد قوله سبحانه : « وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده » (١) وأين هو من الاِمامة المنصوص عليها من جانب اللّه بلسان نبيه وأوصيائه السابقين أو الاِمام المختار من جانب الأمّة. ولو كان زيد يتظاهر بالاِمامة فإنّما كان لغاية كسح الأشواك عن طريقها ثم تسليم الأمر إلى الاِمام المنصوص.
إنّ هناك نكتة اجتماعية وهي أنّ زيداً قام موطّناً نفسه على الشهادة ، ومستميتاً متيقناً بأنّه سوف يقتل ويستشهد ، وقد سمع من أبيه وأخيه وابن أخيه أنّه سوف يقتل ويصلب في الكناسة ، وأنّه لم يكن شاكاً ولامتردداً في هذا الأمر ومن كان هذا مآله ومستقبله فهل يمكن أن يدّعي الاِمامة بالمعنى المعروف بين المتكلمين أي قيادة الأمّة في جوانب شتى إلى الصلاح والفلاح ، فإنّ القيام بهذا الواجب فرع الحياة وهو كان على الطرف الخلاف من هذا ، فلم يبق إلاّ أن يكون أميراً في الجهاد قائداً في النضال ، وإن قصرت حياته ، وقلّ بقاوَه.
١ ـ إنّ زيداً كان معترفاً بإمامة ابن أخيه جعفر الصادق عليهالسلام بلا كلام ، وكان يقول : من أراد الجهاد فإليّ ، ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر (٢).
٢ ـ روى الصدوق في الأمالي : عن عمرو بن خالد : قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتج اللّه به على خلقه ، حجّة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه (٣).
__________________
١ ـ سيأتي نصّ الاِمام : في ص ١٩٩ ـ ٢٠٠ في ضمن الرواية الثالثة عشرة.
٢ ـ الخزاز القمي : كفاية الأثر : ص ٣٠٢.
٣ ـ الصدوق : الأمالي : ٥٤٢ بحار الأنوار : ٤٦ / ١٧٣.