أُباة الضيم وأخبارهم
قال ابن أبي الحديد :
سيد أهل الاِباء الذي علّم الناس الحميّة والموت تحت ظلال السيوف ، اختياراً له على الدنيّة ، أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام عُرِض عليه الأمان ، فأنِفَ من الذلّ ، وخاف من ابن زياد أن ينالَه بنوعٍ من الهوان ؛ إن لم يقتُله ، فاختار الموت على ذلك (١).
أرى أنّ اللازم قبل كل شيء تبيين جذور ثورة الاِمام زيد ، وما دفعه إلى الخروج وهل كان هناك حافز نفساني دفعه إلى القيام واكتساح الأشواك عن طريق الخلافة التي كان يتبنّاها ، أو كان هناك دافع خارجي يحضّه ويشوّقه إلى قبض الخلافة والزعامة ، أو لا هذا ولا ذاك بل كان مستلهماً من ثورة جده الاِمام الحسين عليهالسلام وكانت ثورته استمراراً لثورته ، تلك الثورة التي أنارة الدرب لكل من يطلب الحقّ ويضحي في سبيله.
إنّ ثورة الحسين عليهالسلام منذ تفجرها صارت أُسوة وقدوة للمضطهدين على وجه البسيطة ، والمعذبين تحت نير الطغاة ، وعلى المعانين من حكومات الجور والتعسف في الأوساط الاِسلامية وانحراف الدول والحكومات عن خط العدل والاقتصاد.
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٣ / ٢٤٩.