عباد اللّه لا تقاتلوا على الشك فتضلّوا عن سبيل اللّه ، ولكن البصيرة ثم القتال ، فإنّ اللّه يجازي عن اليقين أفضل جزاء يجزي به على حقّ. عباد اللّه : البصيرة » قال أبو الجارود : يابن رسول اللّه ، يبذل الرجل نفسه عن غير بصيرة؟ قال : « نعم أنّ أكثر من ترى عشقت نفوسهم الدنيا فالطمع أرداهم إلاّ القليل الذين لا تخطر الدنيا على قلوبهم ، ولا لها يسعون فأُولئك مني وأنا منهم » (١).
١٤ ـ وها نحن ننشر في المقام رسالته إلى علماء الأمّة قبيل خروجه ، فحاول فيها بكل وسيلة تشجيع الناس على رفض الظلم والمطالبة بالحرية والعدالة.
قام بتحقيقها وتصحيحها محمد يحيى سالم عزان عن أربع نسخ ، نوّه بخصوصيتها في مقدمتها ونشرها دار التراث اليمني صنعاء عام ١٤١٢ هـ.
وإليك نصها :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين حتى يرضى وصلّى اللّه وسلم وبارك وترحّم وتحنّن وسلّم على سيّدنا محمد وعلى آل سيّدنا محمّد.
إلى علماء الأمّة الذين وجبت للّه عليهم الحجّة.
من « زيد بن علي » ابن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
سلام على أهل ولاية اللّه وحزبه.
ثم إنّي أُوصيكم معشر العلماء بحظّكم من اللّه في تقواه وطاعته ، وأن لا تبيعوه بالمكس (٢) من الثمن ، والحقير من البدل ، واليسير من العِوَض ، فإنّ كلّ
____________
١ ـ حميد المحلي : الحدائق الوردية : ١٤١ ، الطبعة الثانية ـ ١٤٠٥ هـ ق. وقد جئنا بخلاصة الخطبة ومن أراد الوقوف على الجميع فعليه الرجوع الى المصدر.
٢ ـ المكس : النقص والظلم.